رمز الخبر: 222940
تأريخ النشر: 10 August 2014 - 00:00
الشهيد عارف حسيني

الاصدقاء الاوفياء للثورة

الثورة الاسلامية بناء علي طبيعتها المعنوية و الروحية لم تنحصر بداخل الحدود الايرانية و بالنظر الي اخلاص و دراية قائدها الحكيم الامام الراحل قد اجتازت حدود البلدان الاسلامية و اوجدت موجة من الصحوة في تلك البلدان.

احدي الدول التي تأثرت بالثورة الاسلامية و توجيهات الامام كانت باكستان حيث انها بالنظر الي جوارها مع ايران قد انتفضت إثر هذا الحادث العظيم في التاريخ المعاصر اكثر من البلدان التي لم تحظ بهذه الخصوصية. دولة باكستان بالنظر الي وجود النشاطات المكثفة الطائفية المختلفة فيها كانت قد تعرضت الي الحملات الثقافية الامبريالية و مازالت لم تتخلص من هذه الفتنة. الشهيد عارف حسيني كان قد ادرك هذه النقطة بان التخلف الموجود في الدول الاسلامية و منها في وطنه باكستان يكون نتيجة للفكر الاستعماري المتمثل في فصل الدين عن السياسة حيث يفتح ذلك باب تدخل القوي الاجنبية في الدول الاسلامية و يحرمهم من ثقافتهم الثرّة. و قد ادرك الشهيد عارف حسيني منذ فترة تلمّذه كطالب للعلوم الدينية ينبغي عليه كاستاذه الامام الخميني ان يخوض بشجاعة ميدان الكفاح و لا يخشي مختلف الاعداء و المتعددين الذين ورطوا شعبه بالجهل و انعدام العدالة و قام بترويج و تبليغ نهج الامام في باكستان. و لذلك و بعد اجتيازه لمدارج الحوزة و بلوغه كمّا مطلوباً نسبياً من العلم لم يفوّت الفرصة و توجه الي باكستان ليبدأ خدماته علي شكل تربية الطلاب الثوريين و المتدينين. و لم يمض وقت طويل و اذا بشهرة تقواه و ذكائه و اخلاصه تحوله الي وجه شعبي محبوب، و مع ذلك لقد اثار انتخابه كزعيم للشيعة في باكستان بالنظر الي كونه شاباً و كذلك وجود علماء معمرين كانوا يحظون الاولوية من ناحية المراتب العلمية أثار الحيرة الشديدة في الاوساط الباكستانية. لكن اساس انتخابه من جانب البعض كان يعود الي عقد الأمل علية باعتباره رجلاً من الطبقة السفلي و شاب عديم التجربة كي يتمكنوا من استغلال اسمه و العمل خلف ستار حماية القيادة نحو تنفيذ مآربهم، غافلين عن ان الشهيد عارف حسيني كان يحظي برصيد علمي مناسب و افادته خاصة من افكار الامام الراحل فهو ينوي بعزيمة راسخة استئصال جذور الاستعمار من ثقافة الشعب الباكستاني. و كان القادة السياسيون في باكستان و الامبريالية خاصة و عملاؤها في المنطقة يعلمون جيداً بان انتشار افكار هذا الشهيد و التي هي نفس افكار الامام الخميني سيؤدي الي انفلات احتوا الامور من ايديهم و قد يؤدي الامر الي مواجهتهم لخميني آخر و هذه المرة ينوي هذا الرجل العمل بقوة في انقاذ باكستان و تحقيق الاتحاد العملي بين الشيعة و السنة في هذا البلد الاسلامي. و كان كفاح الشهيد عارف حسيني قد بدأ بشكل مخطط له بشكل كامل و بالأساليب الرائجة الموجودة في ايجاد التفرقة و الخلاف بين مختلف الطوائف و خاصة بين الشيعة و السنة، حيث كان يصرف الشهيد عارف حسيني معظم اوقاته و طاقاته في المحافظة علي الاتحاد بين هذه الطوائف الاسلامية. و كان عملاء الاستعمار لم يأبو عن توجية اية تهمة و افتراء ضده راكبين موجة الجهل الموجود في عوام الناس آخذين المزيد من الفرص من هذا الشهيد. و كان الشهيد عارف حسيني عارفاً بالفرصة القليلة و ذكائه في تمييز خطط الاعداء قد بذل منتهي مساعيه في تربية الطلاب الثوريين و الي جانب ايجاده المدارس و المؤسسات ذات المنفعة العامة شكل الطاقم الثوري الذي يتمكن من مواصله الطريق الذي سار فيه الجيل الذي اجتاز حالياً فترة الحداثة فهو علي امل من خلال اعتماده علي رصيده الاعتقادي و انتهاجه للخط الشفاف و الواضح للامام اانقاذ الشعب الباكستاني من الواقع الذي يعيشه.
رایکم
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* التعلیق:
جدید‬ الموقع